الملخص:
بَيَّنَتِ الدِّرَاسَةُ أَنَّ الشَّاطِبِيَّ اعْتَمَدَ كَثِيرًا عَلَى فَكْرِ الفَرَّاءِ النَّحْوِيِّ، وَاسْتَعَانَ بِهِ، مَا أَمْكَنَهُ ذَلِكَ، فِي بِنَاءِ الأُصُولِ النَّحْوِيَّةِ، وَتَقْرِيرِهَا؛ مِنْ أَجْلِ تَفْسِيرِ كَلَامِ النَّاظِمِ، عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ، وَأَتَمِّهِ، وَمِنْ أَجِلِ اسْتِقْصَاءِ آرَاءِ النَّحْوِيِّينَ فِي المَسْأَلَةِ، مَوْضِعِ الشَّرْحِ. وَقَدْ كَانَ بَيَانُ هَذِهِ الدِّرَاسَةِ مَحْصُورًا فِي تِلْكَ المَوَاضِعِ، الَّتِي رَدَّ فِيهَا الشَّاطِبِيُّ آرَاءَ الفَرَّاءِ، وَالَّتِي أَظَهَرَتْ أَنَّ فِي هَذِهِ الآرَاءِ المَرْدُودَةِ أَسْرَارًا، غَيْرَ خَافِيَةٍ، مِنْ أَسْرَارِ فِكْرِ الفَرَّاءِ النَّحْوِيِّ، وَدَقَائِقِهِ. وَلَا رَيْبَ، أَيْضًا، أَنَّ الدِّرَاسَةَ كَشَفَتْ، وَهَذَا بَعْضُ مَقَاصِدِهَا، أَنَّ الشَّاطِبِيَّ كَانَ يَقْصِدُ قَصْدًا اعْتِرَاضَ آرَاءِ الفَرَّاءِ، وَأَقْوَالِهِ، وَتَضْعِيفَهَا. وَهَذَا الأَخِيرُ، كَذَلِكَ، بَعْضُ مَا يُنْبِئُ عَنْهُ عُنْوانُ كِتَابِ الشَّاطِبِيِّ: (المَقَاصِدُ الشَّافِيَةُ فِي شَرْحِ الخُلَاصَةِ الكَافِيَةِ).